تعرف على محافظة عكّـــار إحدى أجمل المناطق في لبنان
صوت الضفتين_ متفرقات
يُعدّ لبنـان العريق بتنوعـه الحضاري وببُعده التاريخي مقصداً بارزاً للسائحين من كل بقاع العالـم، فهو موطن الحضارات وملتقى الثقافات، يسحرك بطبيعتـه الخلابـة ويأسرك بجمالـه الأخّـــاذ وبكنوزه الهائلـة، ومن هذا المنبـر سنعرج إلى أقصى شمال بلاد الأرز لنزور إحدى محافظاته ألا وهي “محافظـة عكّـــار”، مسقط رأس سعادة سفير لبنـــان لدى الجزائر الدكتور محمد حسـن، لنتأمّل جمـال طبيعتـها الخلابـة الممزوجـة بعبق نسيم سهولـها الخضـراء ونتعرّف على ما تزخر به من جمـال طبيعي وعمـق إقتصادي وإرث تاريخـي.
- نبــذة عن الموقــع والجغرافيـا
عكـار إحدى محافظـات لبنـان التسعـة، تمتد من مجرى نهر البارد في الجنوب حتى مجرى النهر الكبيـر بمحاذاة الحدود مع سوريــا في الشمال، بمساحة تزيد عن 778 كلم2، يحدّها من الشمال الحدود الدولية مع سوريـا، ومن الشرق محافظة البقـاع، ومن الغرب سواحل البحر الأبيـض المتوســط ومن الجنوب قضاء الضنيــة، يبلغ عدد سكانها 330000 نسمة تقريبا، مركزها مدينة حلبـــا والتي تبعد بـ 30 كلم عن شمال شرق طرابلس وبـ 112 كلم عن العاصمة بيروت.
تتميز عكـار عن باقي المحافظات اللبنانية بالتنوع المناخي على امتداد مساحتها، فهي المحافظة الوحيـدة التي تضم ثلاث مناطــق، منطقة ساحلية مع شاطئ يمتد لحوالي 14 كلم وسهـل زراعي بمساحته 18 ألف هكتار، منطقـة وسطية تضم التلال والهضاب التي ترتفع حتى حدود 600 متر، ومنطقـة جبليـــة تضــمّ المرتفعات الجبلية العاليـــة التي يتراوح علوهـا ما بين 1500 و2300 مترا عن مستوى سطح البحر.
- التقسيـــمات الإداريــة في محافظــة عكــار
تنقســم محافظـة عكار إداريــاً إلى ما يلي:
الجومــة: تقع حول منخفض من الأراضي الخصبة، غنية بمواردها الطبيعية خاصة المياه الجوفيـة وبثروتهـا البيئيـة وبمواقعها الأثريـة، تضم 18 قرية وهي كالتالي: تاشع، ممنع، عكار العتيقــة، الدورة، الشقدوف، عيات، البرج، عين يعقوب، بزبينا، قبولا، بينو، تلة وشطاحة، العيون، بيت ملات، تكريت، رحبة، جبرايل، ضهر الليسينة، إيــلات.
ونجد عكـــار بدوره ينقسم إلى ثلاث مناطق فرعيـــة وهي:
الشفـت: التي تضم الحاكور ومنيارة، كرم عصفور، القنطرة، بيت غطاس، عدبل، مشحة، حيزوق، مزرعة بلدة، السويسة، الجديدة، الزواريب، حكر الشيخ طابا، الشيخ طابا، حلبا، الشيخ محمد، النفيسة، كروم عرب، خريبة الجندي، كوشا بيت الحاج.
الدريب الأوسط: ويضـمّ الهـد، سفينة الدريب، دير جنين، بربارة، خربة شار، عين تنتا، كفر حرة، عين الزيت، الدغلة، خربة داوود، دوير عدوية، البيرة، المجدل، الحوشب، الغزيلة، سرار، الريحانية، شربيلا، التليل، هيتلا، عمار البيكات، وادي الحور، القشلق، الدوسة، الكواشرة، الدبابية، النورة، فريديس، منجز، كفرنون، رماح، شخلار، العوينات.
الدريب الأعلى: ويضـمّ شدرا، مشتى حمود، مشتى حسن، مقيبلة، وادي خالد، حنيدر، قرحة، مونسة، السهلة، البساتين، مراح الخوخ، كفرتون، قنية، أكروم، السنديانة، القبيات، عندقت، عيدمون.
الهضبــات: وتضــمّ وادي الجاموس، ببنين، المحمرة، العبدة، برج العرب، ذوق الحبالصة، ذوق الحصنية، بقرزلا، ضهر حدارة، دير دلوم، مجدلا، برقايل، القرقف، عيون الغزلان، جديدة القيطع، بزال، سفينة القيطع، دنبو، المباركية، سيسوق، قلود الباقية، مارتوما.
جـرد عكـار: ويشغل مساحة شرقي المنطقة بكاملها ابتداءً من حدود محافظة عكار إلى نهر أبو موسى في الجنوب لغاية الحدود السورية في الشمال ويتألف من القرى التاليـة: قبعيت، حرار، حبشيت، خربة الجـرد، شان، الحويش، بيت يونس، القرنة، بيت أيوب، لبنان، مشمش، فنيــدق.
السهـــل: هو مصدر الثروة الزراعية في المحافظـة حيث يعيش أغلبيـة سكانه من الزراعـة، ويضـمّ القرى التاليــة: القليعـات، تل معيان، بلانة الحيصة، الحيصة، المسعودية، تلبيرة، تلحبيرة ،العبودية، حكر الضاهري، السماقية، سعدين، دارين، تل عباس الشرقي، تل عباس الغربي، تل بيبة، الشيخ زناد، الكنيسة، قبة بشمرا، كفر ملكي، المقيطع، العريضة.
أهـمّ النشاطـات الاقتصاديــة في عكـــار:
تزخـر محافظـة عكـار بثروات طبيـــعية وبيئيـة هائلــة ساهمت في تنــوع النشاطات الإقتصاديـــة فيها لتشمــل:
الزراعـــــــة:
تُعتبر عكـار منطقـة زراعيـة بإمتيـــاز، فنسبة كبيرة من مساحتها الإجمالية صالحة للزراعة ومرويّة طبيعيــاً، ملائمة لزراعة أنواع شتى من المزروعات، مثل الحبوب والخضار والحمضيـات والعسـل والتبـغ والزيتون حيث تنتج عكار أكثر من 18 بالمائة من إجمالي إنتاج زيت الزيتــون في لبنــان.
كمـا تشتهر عكــار بإنتاج أجود وأفضـل أنواع البطاطا في العالـم بفضل طبيعة أرضها ومناخها الملائـم، حيث تُنتج لوحدها أكثر من 150 ألف طن من البطاطا سنويــاً.
هذا وتشغل زراعة الحمضيات مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في عكـار، حيث تشغل بساتين الحمضيات ما مقداره 70 بالمائة من أراضي سهل عكار، أضف إلى ذلك ما تجود به أرض عكـار من تفاح ذو جودة عاليـة يوجـه القسم الأكبر منه لصناعـة خـل التفاح الذي يصـدر إلى الخارج.
وتنتشر في عكــار تربية الماشيــة بشكل كبير، حيث تمتلك إنتاجاً مهما من الثروة الحيوانية يشمـل الأغنام والماعز والدواجن والخيول العربيـة الأصيلـة، أضف إلى ذلك صيــد الأسمـاك في المنطقــة الساحليـة.
- الصناعـــة:
تُعرف عكــار بقطاع الصناعات الغذائية )المأكولات والمشروبات) حيث توجد بها العديـد من الشركات الصناعية، هذا بالإضافة إلى مركز عكار الزراعي الذي يضمّ مرافق للتخزين البارد والتوضيب، كما يوجد في عكار مكتب فرعي لجمعية حاضنات الأعمال والذي يؤمن دعم الأعمال من تقديم خدمات إستشارية وخدمات توفير رؤوس الأموال وخدمات التسويق، هذا بالإضافة إلى الدورات التدريبية والمساحات المكتبية لروّاد الأعمال، كمــا تنتشر في عكار تجارة الجملة والتجزئة والخدمات والبنـاء والمواد والتعدين وبيع السيارات وصيانتها والحرف اليدويـة.
- السيـاحـــة في عكــــار: المواقع الطبيعية والأثرية والتراثية أهّلت محافظـــة عكار على الدوام لتكون من أبرز المناطق السياحية طبيعيـــاً، بيئيــــاً، صحيــاً، دينياً، أثرياً وتراثياً، وتأتي السياحة البيئية في طليعة الوسائل السياحية الجديدة في عكار التي تشكل طبيعتها الغنيـة والمتنوعـة من جبال وسواحل وينابيـــع وأنهـار وبحر ثروة سياحية فريدة، فأينمــا توجهت يقع نظرك على الأنهر والشلالات والوديـان والمغاور، حيث تخترق عكار ثلاثة أنهـر مهمـــة (الكبير- الأسطوان- عرقة) من أعالي الجبـال إلى السهل الخصيب المتكئ على ضفاف المتوسط حيث تنتشر المنتزهات والمصايف والمنتجعات والمطاحن الأثرية والشلالات، وتمتد على طولـه غابـــات مختلفة الأنواع والأحجام، غنيـة بشتى أصناف النباتات والزهور والفطريات النادرة والحيوانــات والطيور المختلفـة التي تستوطن غابات عكـار الشاسعـة المغطــاة بأشجار الأرز والبلـــوط والصنوبر التي تشكل الرئة السياحية للمنطقة.
تُعــدّ عكــار شريكاً حيويا في صياغة تاريخ لبنان، فحصـنها الذي يعود إلى أقدم العصور وكنائسهـا ومطاحنها شاهدة على عراقة الأمم والشعوب والحضارات المختلفة التي مرّت بالمنطقة، وتبرز مواقـــع سياحيـة طبيعية مميزة في عكـار كالقموعة الغنية بآثارها الفينيقية والرومانيـة والبيزنطية والعربية وغاباتهـا الخضراء بأشجارها المُعمرة ، محميـة بينـو التي تعد ملاذاً آمناً للعديد من أصناف الحيوانات والنباتات والطيور المهدّدة بالإنقراض، عكار العتيقة التي تدل على تجذر الزمان وعراقة المكان من خلال حصونها ومعابدها، سراياها العثمانيـة وبيوتها التراثيـة، والسماقية الغنيـة ببركها الحراريـة ذات المياه الكبريتيــة المعروفة بفوائدها الطبية والعلاجيـة والشفائية، القبيـــات المشهورة قديماً بصناعة الحرير، وكرم شباط حيث النقوش البابليـة، دون أن ننسى وادي جهنم، مشمش، والعديد من الكنوز التراثية التي تصنع مجـد محافظة عكــار على مرّ العصور.
وبإمكـان أي سائح يزور عكّـار التمتع بممارسة أنواع شتى من السياحة البيئيـة كالمشي على الدروب الجبليـة القديمة والنزول إلى المغاور والتكاوين الأرضية التي تعود إلى آلاف السنين، وركوب الدراجات الهوائيــة، والتزلـج شتــــاءً.
وللسياحة الدينية حصتها، فعكــار تزخر بالعديد من المعابد والكنائس والمساجد والمدارس القديمة الأثرية، ومنها: مسجد الشيخ عياش، مسجــد البيرة، مسجد قبــة بشمرا، المدرسة الحميديــة قي مشحــة، مسجد البرج في جومــة، وجامع الظاهر بيبرس في عكار العتيقـة، ودير الآباء الكرمليين، سيدة الغسالة، كنيسة سيدة زرعاتا، كنيسة مار شليطا، كنيسة مار جرجس، كنيسة سيدة المعين، سرايا المرعبي، وكذلك وادي عودين وأديرتـه المشهورة إلى غير ذلك من المعالم الدينيــة العريقــة التي تزخر بها محافظــة عكــار.
المصدر: موقع سفارة لبنان بالجزائر