مافيات تجارة المخدرات تطور أساليب جديدة لتمرير المخدرات رغم تدابير الحجر الصحي
صوت الضفّتين-متفرقات
لا شك أن إغلاق الحدود وتدابير الاحتواء ووقف التجارة الدولية قد كبح الاقتصاد العالمي ، وفي بداية الجائحة تأثرت أيضا شبكات الجريمة المنظمة بأزمة Covid-19، ووفقا لتقرير المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة ، فقد شهدت بلدان آسيا الوسطى انخفاضا كبيرا في الكميات المحجوزة من المخدرات ، وأبلغت بلدان أخرى مثل النيجر ، عن توقف حركة مرور المخدرات بها ، بينما تستمرالعملية في نيجيريا “مع زيادة في استخدام الخدمات البريدية”.
في أوروبا ، شهدت إيطاليا أيضًا انخفاضًا في الكميات المحجوزة ، ولكن شوهد العكس في إسبانيا، ففي مارس وأبريل ،تم ضبط 14 طنا من الكوكايين في إسبانيا وهذا الرقم أعلى بست مرات من الكمية المحجوزة في نفس الفترة من العام السابق “،و وِفقا لمانويل مونتيسينوس ، نائب مدير مراقبة الجمارك في مصلحة الضرائب الإسبانية فإن هذا يعز زصحة الفرضية القائلة بأن المافيا الإيطالية تفضل الآن إسبانيا كبوابة للكوكايين إلى أوروبا أما في فرنسا فقد انخفض الاتجار بالمخدرات من “30٪ إلى 40٪” ، بحسب وزير الداخلية “كريستوف كاستانر”.
في “دول البلقان والشرق الأوسط”، كان التأثير على حركة مرور المخدرات أقل وأبْلغت مصر عن حجز كميات “متوسطة” ، على عكس إيران التي أفادت بأن “حجز كميات كبيرة من المخدرات يعني أن الاتجار بالمخدرات على نطاق واسع لا يزال جاريا”.
وفي نفس الموضوع يقول “مارتن إيوي” ، المنسق التقني لمشروع (تعزيز قدرات إفريقيا على صد الجريمة المنظمة) في معهد حقوق الإنسان، لراديو فرنسا: “لقد انخفض الاتجار بالمخدرات والصيد غير المشروع في إفريقيا كثيرًا”.
المافيات تغير الأسلوب و تستغل ظروف جائحة كورونا
ارتفاع الطلب على المواد الطبية و الشبه الطبية مـَـثَّلَ وسيلة إعتمدت عليها المنظمات الإجرامية لتهريب المخدرات ، في مايشبه حركة مرور جديدة ، كما يصفها “كلوتيلد شامبيراش” ، الاقتصادي في المعهد الوطني للفنون والحرف، والمختص في دراسة الجريمة الذي نشر العديد من الأعمال حول منظمات المافيا.
فيما يتعلق بحركة المرور الجديدة ، لوحظت زيادة في الجرائم المنظمة في العديد من البلدان ، والجديد أن بعض المافيات أصبحوا يتاجرون في الأدوية أو الأقنعة الطبية ، إما عن طريق البيع و الشراء القانوني وإما الإيستلاء عليها ثم بيعها بعد ذلك ، واتبع تجار المخدرات طرقاً عدة للتحايل وتهريب بضاعتهم، ففي 16 أبريل الماضي، أُعلِن عن ضبط موظفي الجمارك البريطانيين 14 كيلوجراماً من الكوكايين تقدر قيمتها بنحو مليون جنيه إسترليني (1.25 مليون دولار) ، وخبأ المهربون المخدرات في شحنة من الكمامات كانت ستدخل البلاد عبر منطقة جمارك نفق القنال الإنجليزي.
وذكرت وزارة الداخلية البريطانية، أن كمية الكوكايين كانت في 15 رزمة مخبأة في صناديق مليئة بكمامات ضبطت لدى تفتيش شاحنة مسجلة في بولندا كانت متجهة لبريطانيا، وجرى اعتقال بولندي عمره 34 عاماً، من جانبه، قال دارن هيربرت، مدير عمليات إدارة مكافحة الجريمة في ميناء دوفر: “هذه المحجوزات دليل إضافي على الطريقة التي تحاول بها الشبكات الإجرامية استغلال تفشي فيروس كورونا لمصالحها”.
كما يسمح الاستثمار المكثف في الأعمال التجارية للجريمة المنظمة بالحصول على الإعانات الحكومية بطرق ملتوية ، حيث أن الحكومات توزع الإعانات الاجتماعية بسرعة وعلى نطاق واسع مع انخفاض تدابير الأمن والرقابة، ولهذا السبب على وجه الخصوص ، أصرت الدول الأربعة المسماة بـ “الدول الاقتصادية” (هولندا والنمسا والدنمارك والسويد) في 23 مايو على ضرورة إشراك السلطات القضائية الأوروبية والمسؤولين عن مكافحة الفساد في خطة الإنعاش الأوروبية.
وقالت منظمة الشرطة الدولية (الإنتربول)، الشهر الماضي، إن المجرمين يستخدمون خدمات توصيل الطعام كغطاء لنقل المخدرات وغيرها من السلع غير القانونية خلال أزمة فيروس كورونا، وذلك في ظل لجوء البلدان في أنحاء العالم إلى فرض حالة العزل العام لكبح تفشي الفيروس.