عالم ألماني شهير مهدد بالقتل بسبب كورونا…!!
صوت الضفتين-المانيا
على عمود إنارة في وسط ميونيخ في جنوب ألمانيا، يجذب الانتباه ملصق يحمل صورة دروستن الذي صار وجهه مألوفًا في جميع أنحاء ألمانيا، إلى جانب صورة يوزف منغيليه، طبيب معتقل أوشفيتز النازي الذي حمل لقب “ملاك الموت” بسبب تجاربه على المعتقلين. وكتبت على الملصق عبارة “ثق بي، أنا طبيب”.إعلان
ومنذ أسابيع، يركز من يعارضون القيود المرتبطة بالوباء والذين رفعوا صوتهم بدءاً من نيسان/أبريل خلال تظاهرات أسبوعية نُظمت في جميع أنحاء البلاد، غضبهم على مدير معهد علم الحُمِّيات في مستشفى شاريتيه الجامعي الكبير في برلين.
ولم يكن دروستن معروفاً قبل بضعة أشهر، لكن اسمه صار يظهر إلى جانب اسم المستشارة أنغيلا ميركل أو وزير الصحة ينس شبان الذي طالب باستقالته متظاهرون يشكلون خليطا من الذين يؤمنون بنظريات المؤامرة ومتطرفي اليمين ولكن أيضاً من الألمان القلقين.
ووجد اختصاصي الحُميات البالغ من العمر 40 عامًا نفسه في دائرة الضوء الإعلامية بعد أن أعدّ في كانون الثاني/يناير أول اختبار بسيط للكشف عن كوفيد-19 وجعله متاحًا على الفور في كل أنحاء العالم.
وسرعان ما صار واحداً من أكثر الأصوات التي تحظى بالتقدير في البلاد في هذا المجال. وكان ممن استشارتهم المستشارة ميركل المتخصصة مثله في العلوم، عندما اضطرت إلى اتخاذ قرار بشأن الحجر الصحي.
كما اشتُهر من خلال بودكاست للإذاعة العامة يوضح من خلاله كل ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد ومخاطره بعبارات بسيطة موجهة إلى الألمان القلقين.
ومع ذلك، وفي نهاية نيسان/أبريل، كشف دروستن لصحيفة “غارديان” البريطانية أنه تلقى تهديدات بالقتل. وقال الثلاثاء إنه تلقى رزمة يفترض أن فيها عينة فحص إيجابي بالفيروس مع رسالة “اشربه وستصير لديك مناعة”.
وكانت التهديدات خطيرة لدرجة أن وزير الداخلية هورست زيهوفر قال إنه يتابع “كل هذا عن كثب مع استراتيجية عدم التسامح مطلقا”.
وبدأت صحيفة “بيلد” الشعبية هذا الأسبوع تقود حملة اتهامات ضد الطبيب الذي تحتفي به سائر وسائل الإعلام باعتباره “رائد الأمة” أو تقدمه على أنه “نجم”.
ونشر كريستيان دروستن عبر “تويتر” الاثنين بريدًا إلكترونيًا من الصحيفة يمنحه ساعة للرد على الانتقادات التي أثارها العلماء بشأن إحدى دراساته والتي خلصت إلى أن الأطفال المصابين بفيروس كورونا الجديد “يمكن أن ينقلوا العدوى أيضًا مثل البالغين”.
وقال الطبيب إن لديه “أشياء أخرى يقوم بها أهم” من الرد على الصحيفة.
وردت “بيلد” على موقعها على الإنترنت في مساء اليوم نفسه أن دراسة دروستن “خاطئة تمامًا”، استناداً إلى انتقادات وجهها العديد من العلماء الذين أكدوا بعد ذلك أن “بيلد” لم تتصل بهم على الإطلاق.
وأثارت هذه المواجهة مع واحدة من أقوى الصحف في ألمانيا، على الرغم من سمعتها كصحيفة تهتم بنشر الفضائح وتراجع عدد قرائها، موجة من ردود الفعل على الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام.
وكتبت أسبوعية “دير شبيغل” أن دوره كمستشار للحكومة هو الذي أثار غضب أولئك “الذين لا ينظرون إليه كعالمٍ في المقام الأول وإنما كخصمٍ سياسي ينبغي مهاجمته”.
وحذرت المجلة المرموقة من أن “كل هذا خطير للغاية (…) الجو في البلد سام إلى درجة مقلقة”.
ومنذ بداية الأزمة الصحية، يصر العالِم الذي يُشاهد في الصباح على دراجته في أحد أحياء برلين الراقية على أن “العلم ليس له غرض سياسي”.
ويردّد أنه لا يخشى التهديدات ولا يراعي كلماته عند انتقاد “الخبراء المزعومين” الذين ينشرون “أي شيء في العالم”، وبالتالي يساهمون في تأجيج نظريات المؤامرة.