ولك في الشاهد عبرة يا فخفاخ: إعادة صناعة الفشل في زمن غير الزمن
صوت الضفتين-مقال رأي بقلم ريم بالخذيري
في خطاب تسلّم و تسليم المهام بين رئيس الحكومة المتخلي يوسف الشاهد وخلفه قال رئيس الحكومة الجديد الياس الفخفاخ انه وفريقة جاؤوا للحكم ليبقوا كامل المدة النيابية وهي خمس سنوات واكد ذلك بعد شهرين تقريبا وزيره للوظيفة العمومية و مكافحة الفساد محمد عبو الذي صرح انهم باقون و لن تنجح محاولات إسقاط حكومتهم.
هذان القولان لم يعرهما الملاحظون الأهمية اللازمة ومرا مرور اللئام على مأدبة الكرام مأدبة الشعب التونسي الذي سرق ويسرق قوته يوميا و يطعن في أحلامه وسط صراع محموم على السلطة و البقاء فيها مهما كان الثمن .الكرسي مغر وتركه صعب وهو الشعور الذي احسه أراد رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد وعمل على تجسيده على ارض الواقع بتأسيس كتلة فحزب كان يظن انه سيزفه الى قصر قرطاج رئيسا و يحكم نوابه على البرلمان لكن الشعب قال كلمته رغم ان الملاحظين ذهبوا للتأكيد على ان الشاهد بدأ نشاطه السياسي متأخرا شهران قبل الانتخابات تقريبا وهو ما جعله يفشل و حزبه في البقاء في السلطة و الاستحواذ على قصر قرطاج .هذا التأخير أو الخطأ الاستراتيجي الفادح من الشاهد وضعه الفخفاخ نصب عينيه وقرر الاستفادة منه حيث انطلق بالتوازي مع الحرب على الكورونا التي أوكلها لوزير صحة كلامه أكثر من أفعاله إلى إتباع نهج سلفه مع فارق التوقيت وذلك بالبحث عن تكوين كتلة نيابية تابعة له تتكون من شتات المستقيلين و المغضوب عليهم ومن الانتهازيين الذين لم يجدوا مع كتلهم فرص الاستكراش . بهؤلاء يريد الفخفاخ أن يركّع مجلس نواب الشعب أو على الأقل تكون له اليد الطولى في قراراته لكنه لم يدرك أن الزمن غير الزمن ولم يدرك أن المجلس في حد ذاته في حالة موت سريري ولن يضير الشاة سلخها بعد ذبحها .
حركة النهضة المناهضة للفخفاخ الابن المدلل لرئيس الجمهورية رفضت مقترح تكوين كتلة جديدة رغم إن ذلك ليس من حقها و لا من شأنها لكنها تريد إن تحارب رئيس الجمهورية من خلال رئيس حكومته .
هي حرب مشتعلة بين باردو وقرطاج تدور في القصبة ولايدرك الفتى الغر الذي تعوزه الحكمة السياسية أن بقاءه في منصب رئيس الحكومة ليس بيده وليس من يقرره بل تقرره نتيجة الحرب الدائرة بين الشيخ الاخواني رئيس البرلمان وبين الرجل صاحب الشرعية الساحقة الذي يرى فيه السواد الأعظم من الشعب انه الوحيد القادر في الوقت الراهن على كنس الإخوان من تونس وإعادة البلد إلى الشعب المغلوب على أمره منذ أكثر من عشر سنوات.
الفخفاخ شئنا أم أبينا كسلفه الشاهد هو سنة أولى سياسة ولم يستو عوده بعد ومن يدفعونه إلى خوض حرب مع البرلمان الذي يناصبه العداء فيه أكثر من سبعين بالمائة من النواب إنما هم يدفعونه إلى الانتحار السياسي وما فعله الشاهد في نفسه ومحيطه ليس ببعيد عن الأذهان.
المطلوب اليوم باعتقادنا من رئيس الحكومة أن “يشد ببّوشتو” كما يقال بلهجتنا التونسية و يقنع الشعب الكريم بشخصه وعمله و بانجازات حكومته وليس بالمؤامرات السياسية و التذاكي المفضوح ولك في الشاهد عبرة يا فخفاخ.