النائب الليبي سعيد مصطفى امغيب يتحدث لـ”صوت الضفتين” عن الأوضاع في ليبيا.. وقيادة حفتر للمرحلة المقبلة في البلاد وعلاقاته بدول الجوار
صوت الضفتين-ليبيا
يتفق أغلب المحللين العسكريين والمراسلين الصحفيين في ليبيا ان معركة طرابلس باتت قريبة الحسم اكثر من اي وقت مضى لصالح الجيش الليبي يقيادة المشير خليفة حفتر الذي يتحرك بدعم شعبي كبير من شأنه ان يضيق الخناق عن المرتوقة و الميليشييات الارهابية و يسارع في دحر القوات التركية الغازية.
صوت الضفتين إلتقى النائب الليبي، سعيد مصطفى امغيب الزوي، للحديث عن مجريات الأمور في ليبيا و رؤويته لمستقبل الأحداث هناك وعدد آخر من القضايا ذات الصلة.
*بداية كيف ترى مسار الاحداث في ليبيا هذه الأيام؟
أرى إن مسار الاحداث في تطور مستمر و على كافة المستويات هذا التطور على حسب تقديري يصب في صالح الجيش بقيادة المشير حفتر وكل المعطيات تشير الى ان هنالك حالة من الرفض الدولي والافريقي والعربي لسياسة الرئيس التركي أردوغان العدائية في ليبيا والتي تجاوزت كل الحدود ، بالمقابل نجد ان هنالك قبول ودعم وارتياح لكل العمليات العسكرية التي يقودها الجيش من اجل تحرير العاصمة طرابلس من الإرهابيين والمليشيات المسيطرين عليها.
*هل اقترب الجيش الليبي من حسم معركة طرابلس؟
نعم أتوقع قرب حسم المعركة لصالح القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية في طرابلس وذلك بعد الضربات الموجعة الكثيرة التي تلقتها قوات حكومة الوفاق والمرتزقة الذين جلبتهم تركيا، ومن اهم هذه الضربات هزيمتهم عند محاولتهم الهجوم والسيطرة على مدينة ترهونة بعد محاصرتها وقصفها بصواريخ الجراد والطيران المسير التركي لعدة ايام الذي طال منازل المدنيين وممتلكاتهم وادى إلى اصابة العديد من المواطنين الابرياء أيضا الهزيمة الموجعة التي لحقت بهم عندما تصدى الجيش لهجومهم القوي على قاعدة الوطية الإستراتيجية والذي قتل فيه عشرات من المليشيات والمرتزقة والارهابيين واكثر من عشرة قادة لمليشيات خطيرة ، هذا الهجوم الذي كان بتخطيط وقيادة ضباط أتراك و دعم قطري والذي سخر له امكانيات كبيرة جدا وبعدد كبير من المدرعات والسيارات المسلحة و الطائرات المسيرة و المرتزقة الافارقة والسوريين ومقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الفارين من بنغازي ودرنة واجدابيا
أيضا القصف المستمر من قبل الجيش على مواقع تمركز قادة المليشيات الذي انهكهم وبث الرعب في نفوسهم وحطم معنوياتهم وجعلهم معرضين للانهيار في اي لحظة ، اما اخر هذه الضربات الموجعة غارات سلاح الجو التابع للقيادة العامة للجيش والذي استهدف الليلة البارحة مخازن الأسلحة والطائرات المسيرة في القاعدة الجوية مصراته ، هذا من الناحية العسكرية اما من الناحية السياسية فاتوقع ان هنالك عمل كبير ستقوم به بعض الدول الأوروبية رداً على سياسة اردوغان في المنطقة كذلك اعتقد انه ستكون هنالك مراقبة أوروبية للاجواء الليبية بالإضافة إلى عملية ايني البحرية التي لاشك سوف تمنع او على الاقل تحد من تدفق المرتزقة والارهابيين والاسلحة إلى ليبيا عن طريق تركيا عبر المتوسط الامر الذي سيفقدهم عنصر الهجوم والعجز عن الرد بكثافة النيران كما يفعلون دائماُ عند صدهم لتقدمات الجيش ولا ننسى حالة الاحتقان و الرفض الشعبي لسياسة حكومة فايز السراج العاجزة وتصرفات المليشيات والمرتزقة داخل العاصمة طرابلس.
كيف تتعاملون مع الجهود الرامية لاحلال السلام في ليبيا خاصة من دول الجوار؟
نحن رحبنا سابقًا ومازلنا نرحب بكل الجهود الدولية والعربية الصادقة الرامية لاحلال السلام في ليبيا فلا أحد منا يتمنى ان يستمر القتال وحالة عدم الإستقرار و لكن بصراحة لا يمكن ان نقبل بأي جهود غير صادقة وغير محايدة الغرض منها فرض أمر واقع على الشعب الليبي والابقاء على اجسام سياسية مؤدلجة او تيارات اسلامية وفكرية متطرفة في البقاء في السلطة او السيطرة على مفاصل الدولة ، فالجميع يعلم ماحدث في ليبيا سنة 2014 عندما قام تيار الإسلام السياسى مستعيناً بالمليشيات بالانقلاب على مجلس النواب المنتخب ، لأنهم وجدوا انفسهم خارج السلطة وهم سبب ما نحن فيه الآن.
ماذا يعني اعلان المشير خليفة حفتر تشكيل مجلس عسكري لقيادة البلاد .لو تعطينا فكرة اضافية عن ذلك؟
حقيقة هنالك تدخل سافر في الشؤون الداخلية للشعب الليبي وعبث متعمد بالسيادة الوطنية ومحاولات تقودها اطراف داخلية و اخرى خارجية لتقسم البلاد وعمليات استنزاف لاموال الشعب الليبي بالمصرف المركزي وعملية سرقة ونهب كبيرة للاموال الليبية المجمدة ومحاولات أخرى تقودها دول اقليمية ودولية للسيطرة على كل مقدرات الشعب الليبي كل ذلك بمساعدة ما يسمى بالمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني المنبثقان عن الاتفاق السياسي، وتحت مسمى وايطار الشرعية ، في نفس الوقت نرى المواطن الليبي يعاني اوضاع معيشية صعبة وحالة من عدم الاستقرار بسبب الاتفاق السياسي لذلك كان على القائد العام للجيش المشير حفتر ان يطلب من الشعب الليبي مصدر السلطات ان يفوض من يراه اهلا لقيادة البلاد وتخليصها من الإتفاق السياسي سبب كل الأزمات التي تمر بها وقد عبر الشعب الليبي عن موافقته وتفويضه للسيد حفتر بخروجه في مظاهرات عارمة وفي بيانات تعبر عن رغبة كل مكونات المجتمع الليبي وبذلك تم تفويض المشير لاتخاذ الخطوات التالية استجابة لمطالب الشعب.
ما مصير الاف المرتزقة و الارهابيين الذين جلبتهم تركيا ةهل يمكن ان تتضرر منهم دول الجوار؟
في 2011 نقلت تركيا عن طريق ليبيا اعداد كبيرة من الشباب العربي المنتمين للفكر التكفير والفكر الجهادي وكل التنظيمات الإرهابية الى سوريا لمقاتلة الجيش العربي السوري اثناء احداث الربيع العربى ، وبعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي وكل التنظيمات الارهابية المتحالفة معه في سوريا رجعت اعداد كبيرة منهم الى تركيا مما شكل خطر على نظام اردوغان فسارع الى نقلهم إلى ليبيا لمحاربة الجيش في بنغازي ودرنة مع اعداد كبيرة اخرى تنتمي الى جبهة النصرة والجيش الحر الذين جلبهم إلى ليبيا مستقلا حاجتهم الى المال فباعهم كمرتزقة لحكومة السراج للقتال مع المليشيات وبذلك تخلص منهم اردوغان في تركيا ونقلهم الى ليبيا التي سينتقلون منها الى كل دول الجوار في حال استتب لهم الأمر ، ان وجود هؤلاء المرتزقة بهذه الاعداد الكبيرة في ليبيا يشكل خطرا كبيرا حقيقة على كل دول المنطقة والجنوب الأوروبي بشكل عام وخطر داهم بشكل خاص على كل دول الجوار .
كيف تنظرون الى المواقف الرسمية التونسية من الحرب الدائرة غي ليبيا؟
تونس تربطها علاقات تاريخية بليبيا والشعب الليبي والشعب التونسي شعب واحد وما يضر بليبيا قطعاً يضر بتونس لذلك كان يفترض ان يكون الموقف الرسمي التونسي اكثر وضوحاً بدون مجاملة لاحد ، داعم بشكل كبير لتطلعات الشعب الليبي وحلمه في بناء دولة مستقرة خالية من الإرهاب وسيطرة المليشيات اما الموقف الرسمي التونسي الحالي فهو غير واضح ولا يستند الى حقيقة ما يجري في ليبيا وأنني على المستوى الشخصي استغرب تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد بشأن موقف تونس مما يجري في ليبيا وكأنه لا يعلم باختطاف العاصمة طرابلس من قبل تنظيم الإخوان المسلمين بالتعاون مع مليشيات عرقية ومناطقية تتحكم في حكومة فايز السراج.
هل يمكن ان نرى المشير خليفة حفتر في تونس؟
المشير حفتر بالإضافة لكونه عسكري يقود الآن حرب تحرير البلاد فهو ايضا يقود عملية عودة الأمن والاستقرار للوطن ولو تطلب الأمر ان يتواجد في تونس او اي دولة عربية أخرى من اجل مصلحة ليبيا ، فاعتقد انه سوف يلبي دون تردد .
كلمة أخيرة للشعب التونسي والليبي؟
رسالتي للشعب التونسي الشقيق ان يتذكروا دائما ان تونس وليبيا جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وان ينظروا فقط لمصلحة تونس وعلاقاتها التاريخية الطيبة بدول الجوار والمستقبلية بمحيطها العربي والافريقي وان لا يسمحوا لاحد بان يتاجر بعلاقة تونس وليبيا تحت اي مسمى فعلاقة الشعبين اكبر من كل المؤامرات التي تحاك الان لاقحام تونس في حرب خاسرة يقودها الرئيس التركي العثماني اردوغان ضد الشعب الليبي ، اخيراً تمنياتي للشعب التونسي بدوام الأمن والاستقرار.