مدينة وتاريخ: تعرّف على أعرق المدن "لاذقية الشام" - صوت الضفتين

مدينة وتاريخ: تعرّف على أعرق المدن “لاذقية الشام”

صوت الضفّتين- ثقافة
اللاذقية (باليونانية:Λαοδικεία نقحرة: لاوديكيا، باللاتينية: Laodicea ad Mare) مدينة سوريّة، تعتبر الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، ، تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 385 كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.
أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفينيقي، فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. كانت المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبحدية الأولى. كما كانت مركزًا هامًا في العصرين السلوقي والروماني، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع الإمبراطورية البيزنطيّة بعد الفتح الإسلامي، حولها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان الحكم العثماني؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذ القرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا.
تطور عدد سكان المدينة بشكل ملحوظ منذ بداية القرن العشرين بفضل تزايد أهميتها ونمو سوقها التجاري، وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك مسلمون علويون ومسلمون سنيّون والمسيحيون أغلبهم يتبع طائفة الروم الأرثوذكس إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية فالعرب هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنية وتركمانية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية في المحافظة 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا.أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث ينشط في المدينة عددٌ من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيره.[4] اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3 كم من المدينة، كواحدة من مواقع التراث العالمي، المحمي من قبل اليونيسكو.

أصل التسمية

نعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم “أوغاريت” لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك “شمرا” وأقدم من هذين الاسمين “ياريموتا” الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى “راميتا” ومعناه “المرتفعة” وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون “راماثوس” وهو اسم أحد الآلهة الفينيقيةأما السكان المحليون فدعوها “مزبدا” التي تعني في العربية “زبد البحر”، بينما أطلق عليها الإمبراطور جوستيان اسم “تيودوريارس”، في حين أسماها الصليبيون “لاليش”.
أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو أصل الاسم المتداول اليوم، فهو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بناءها وهو “لاوديكيا” على اسم أمه، كما سمى أنطاكية[؟] على اسم والده أنطوخيوس، كما سمى أفاميا على اسم زوجته. ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح “اللاذقية”، أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد “جوليا”، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروس باسمه أي “سبيتما السافريّة” غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم “لاذقية الشام” تمييزًا لها عن عدد من المدن التي تحمل الاسم نفسه. أما عن ألقابها فتوصف بكونها “عروس الساحل”.

شارك المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *